في إطار التحضيرات التي تجريها منصة تشاركي للتمويل الجماعي بمناسبة بدء الإطلاق الأولي لعمل المنصة، وجهت تشاركي دعوة إلى نخبة من أبرز قادة ونشطاء المجتمع المدني العاملين في القطاع الإنساني في المنطقة العربية وأعضاء الهيئة الإستشارية لمنصة تشاركي ومجموعة من الخبراء والمتخصصين في التمويل الجماعي وإدارة المشاريع وقطاعات العمل الإنساني والتنمية المستدامة لمناقشة بعض القضايا المستجدة على الحالة الإنسانية في المنطقة العربية وأفق العمل المشترك.
كما استضافت ورشة العمل التي هدفت للتمهيد لإطلاق منصة تشاركي والبدء باستقبال مجموعة من المشاريع الإنسانية على موقعها الالكتروني، استضافت عدد من رواد العمل الإنساني الخيري وممثلين عن المنظمات الإغاثية المغربية والليبية؛ وقد جاء عقد اجتماع الخبراء وممثلي العمل الإنساني في وقت تمر به المنطقة بمجموعة من الأحداث الصعبة خاصة في ظل الظروف المأساوية الطارئة التي تسبب بها الزلزال المدمر في دولة المغرب والفيضان المفجع في دولة ليبيا، فكان من الواجب أن تكون تلك الأحداث المؤسفة دافعاً لضرورة الإسراع في بدء عمل المنصة وإطلاق حملة إغاثية عاجلة لأهلنا في المغرب وليبيا.
وقد افتتح د. أحمد النبيه الرئيس التنفيذي لمنصة تشاركي اجتماع العمل مرحبا بالضيوف الكرام، وقد خصصت مداخلة "النبيه" حول التعريف بمنصة تشاركي ومجمل ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة وحتى الإعلان عن الإطلاق الأولي لمنصة تشاركي وبدأ العمل على استقبال مشاريع المؤسسات الإنسانية وإطلاقها عبر المنصة.
وفي كلمة خاصة بمؤسسات العمل الإنساني في المغرب وليبيا، تحدث كل من المهندس الحسين وهيب والأستاذة نعيمة بن يعيش عن مؤسسة بسمة للتنمية المجتمعية في المغرب والمهندس سالم القمودي رئيس مؤسسة الشيخ الطاهر الزاوي الخيرية في ليبيا، تحدثا عن الظروف المأساوية التي يمر بها البلدان نتيجة للزلزال والفيضان المدمران وسقوط عشرات الآلاف بين قتيل وفقيد، وذكرا أهم القطاعات الإغاثية العاجلة التي يجب أن تتوفر في الوقت الراهن وجهود المنظمات الإنسانية التي تتم على الأرض.
من جانبه تحدث السيد "جمال الشطي" مستشار التخطيط الإستراتيجي لمنصة تشاركي وهو من أهم رواد التمويل الإغاثي ومؤسسي عدد من منصات التمويل الخيري في الكويت، عن أهمية "البناء الالكتروني القوي للمنصة وسهولة عملية استعراض المشاريع والتبرع لصالح المشاريع، وأمر آخر في غاية الأهمية هو بناء الثقة بين المتبرعين ومنصة تشاركي من خلال مجموعة عوامل أهمها توثيق تنفيذ المشاريع وحسن اختيار المؤسسات والجهات المنفذة وبناء محتوى المشاريع وتسويقها بشكل قوي".
وفي مداخلة قيمة للأستاذ حيان السيد، مستشار التمويل الجماعي لمنصة تشاركي، أكد خلالها على أهمية الدور والفكرة التي نشأت من أجلها منصة تشاركي وهي تسهيل عمل الجمعيات الخيرية، وأشار إلى أهمية وجود قسم خاص داخل المنصة يهدف إلى تعليم المنظمات الخيرية خطوة بخطوة كيف تخطط وكيف تطلق ومن ثم تنفذ حملة التمويل الجماعي بما في ذلك تعليمها أصول بناء قصة إنسانية مؤثرة".
من جانبه أثنى المهندس محمد الطباع، وهو مستشار في مجال إدارة المشاريع، على الجهود التي بذلتها منصة تشاركي منذ بداية وجود فكرة المنصة وانطلاق العمل حتى أصبحت اليوم جاهزة للعمل وعرض مشاريع المؤسسات لجلب التمويل لها من حول العالم، وأثنى "الطباع" عن دقة اختيار قطاعات عمل المنصة خاصة وأنها تركز على معايير التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.
أخيراً، خرج اجتماع العمل بمجموعة من التوصيات على رأسها التأكيد على ضرورة الإسراع في إطلاق عمل المنصة وتقديم جهود الإغاثة والوقوف بجانب المحتاجين، والاتفاق على إطلاق حملة لإغاثة المغرب وليبيا بالشراكة مع منظمات دولية، والعمل على تمكين المتبرع بآلية تصحبه بها منصة تشاركي ليكتشف من خلالها نتائج تبرعه، والتأكيد على المؤسسات بتوثيق تنفيذ المشاريع خطوة بخطوة.